مساكن الجن وطعامهم:

أيـن يعيـش الجـن وأيـن يسكـن؟

الجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ، ولهم أماكن يسكنـون فيها أومختصة بهم ، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن . والجن يسكنون في الأحراش و الصحروات وغير ذلك ، ويسكن الجن الكافر الخرابات وبيوت الخلاء ، وفي مواضع النجاسات والمقابر. 

 

أما الجن المسلم كالمسلمين من الإنس يحبون الروائح الطيبة ويدخلون المساجد ويحبون الأماكن الطيبة النظيفة بعكس كفارهم وشيطانهم فإنهم يحبون الأماكن القذرة وأماكن النجاسات كالخلاء وغيره.

 

فعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ )أبو داود وصححه الألباني(1).

 

ومعنى محتضرة: أي يحضرها الجن الكافر.

 

والمقصود بالحشوش: هي البساتين حيث كانوا يقضون حاجتهم فيها قبل اتخاذ المراحيض.

 

وكذلك الشياطين يتواجدون في أماكن اللهو وفي الأسواق حيث يكثر تواجدهم لإضلال الناس وإفسادهم ، و قد أوصى الرسول صلي الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا(لا تكوننَّ ، إن استطعتَ ، أولَ من يدخل السوقَ ولا آخرَ من يخرج منها . فإنهامعركةُالشيطانِ، وبها ينصبُ رايتَه)صحيح مسلم(2).

 

فإنها معركة الشيطان: المعركة موضع القتال لمعاركة الأبطال بعضهم بعضا فيها ومصارعتهم ، فشبه السوق وفعل الشيطان بأهله ونيله منهم بالمعركة لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل كالغش والخداع والأيمان الخائنة والعقود الفاسدة والبيع على بيع أخيه والشراء على شرائه والسوم على سومه وبخس المكيال والميزان إلى غير ذلك من المفاسد .

 

وبها ينصب رايته: إشارة إلى ثبوته هناك واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس وحملهم على هذه المفاسد المذكورة ونحوها فهي موضعه وموضع أعوانه .

 

والجن أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم ، وقد يأكلون معنا ويشربون معنـا من حيث لا نراهم لاستتارهم عنا . 

 

ما هو طعام الجن ؟

طعام الجن في الغالب هو العظم وطعام دوابهم هو روث البهائم ، وهذا هو الغالب ولا يمنع من ذلك أنهم يأكلون مثل أطعمة الإنس .

 

روى مسلم في صحيحه عن بن مسعود رضي الله عنه قال (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . ففقدناه . فالتمسناه في الأودية والشعاب . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء . قال فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال ” أتاني داعي الجن . فذهبت معه . فقرأت عليهم القرآن ” قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وسألوه الزاد . فقال ” لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحما . وكل بعرة علف لدوابكم ” . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم” ) صحيح مسلم(1).

 

وعن أبي هريرة (أنه كان يحملُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِداوَةً لوَضوئِه وحاجتِه ، فبينما هو يَتْبَعُه بها ، فقال: “مَنْ هذا؟” فقال: أنا أبو هُرَيرَةَ ، فقال: “ابْغِني أحجارًا أستَنفِضْ بها ، ولا تأتني بعظمٍ ولا برَوْثَةٍ” . فأَتَيْتُهُ بأحجارٍ أحملُها في طَرَفِ ثوبي ، حتى وضعْتُها إلى جنبِه ، ثم انصَرَفْتُ حتى إذا فرَغَ مَشَيْتُ ، فقُلْتُ: ما بالُ العَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قال”همامنطعامِالجنِّ ،وإنه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصيبينَ ، ونِعْمَ الجِنُّ ، فسَألوني الزَّادَ ، فدَعَوْتُ اللَّهَ لهم أن لا يَمُرُّوا بعظمٍ ، ولا برَوْثَةٍ إلا وجَدوا عليها طعامًا”)صحيح البخاري(2).

 

وفي الحديثين السابقين : أن رسول الله دعا للجن المسلم أن يرزقهم الله في كل عظم ذكر اسم الله عليه أن يرجع عليه لحما أكثر مما كان ، وهذا خاص بالمسلم دون الكافر وخاص بالعظم الذي ذكر الله عليه عند أكله أول مرة.

 

وأن البعرة علف لدواب الجن.

تعليقات فايسبوك