كل عام يثار الجدل حول هذا الموضوع فهناك من يقول أنها يجوز أن تخرج نقدا بل هو الأفضل لمصلحة الفقير وهناك من يقول أنها يجب أن تخرج طعام وهذه سنة نبينا محمد ﷺ, ونحن هنا سنبين كيف كانت سنة نبينا محمد ﷺ

 

🟧*** مذهب جمهور العلماء

اتفقت المالكية, والشافعية والخنابلة على أنه لا يجوز إخراج القيمة فى زكاة الفطر, واختار بن حزم ذلك , وشذ عن مذهب الجمهور الامام ابو حنيفة وأجاز إخراجها نقدأ.

*** ماهى الأدلة التى إستند عليها جمهور العلماء؟

 

🔶أولا من السنة:

 

1- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال:(كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ ﷺ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ) .صحيح البخارى (1508)

الشاهد من الحديث أن النبى ﷺ فرض الصدقة فى أنواع الطعام , فمن عدل الى القيمة فقد ترك المفروض.

 

2- عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قالَ: (فرضَ رسولُ اللَّهِ ﷺ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ). صحيح أبي داود (1609)، وحسنه الألبانى.

الشاهد من الحديث أنَّ النبيَّ ﷺ فرض صدقة الفطر طُعمةً للمَساكينِ،فيتعين أن تخرج طعاما لا نقود.

3- 3- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال النبيُّ ﷺ: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ). أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)

الشاهد من الحديث أن إخراج زكاة الفطر من غير الطعام مخالف لأمر النبى ﷺ فيكون مردود غير مقبول

 

🔶ثانيا الإستدلال:

 

1-زكاة الفطر مفروضة من جنس معين وهو الطعام ومن ثم لا يجزئ إخراجها من غير الجنس المعين كما لو أخرجها فى غير وقتها المعين.

 

2- وجبت الزكاة لدفع حاجة الفقير وشكر لنعمة المال, ولما كانت الحاجات متنوعة , فينبغى أن يتنوع الواجب ليصل الى الفقير من كل نوع تنتفع به حاجته ويحدث شكر النعمة بالمواساة من جنس ما أنعم الله عليه به لذلك جاءت زكاة المال وزكاة الفطر وزكاة الزروع .

 

3- مخرج القيمة قد عدل المنصوص فلم يجزئه كما لو أخرج الردئ مكان الجيد

 

4- فرض النبى ﷺ زكاة الفطر مختلفة الأجناس , وهذه الأجناس رغم اختلافها فى القيمة تم اتفاقها فى المقدار وهو الصاع , ولو كانت القيمة أخذت فى الأعتبار لكان أختلف المقدار فالشعير غير القمح غير التمر وهكذا….

 

5- يترتب على النقطة السابقة أن من يخرجها قيمة قد يخطئ فى التقدير وتخرج للفقير أقل من قيمتها.

 

🔸*** رأي المذهب الحنفي

ذهب المذهب الحنفي لإجزاء إخراج زكاة الفطر بقيمة النقد من المسلم الّذي وجبت في حقه إخراج زكاة الفطر، وقالوا بأن الأولويّة إخراجها نقدًا؛ لما في ذلك من تيسير على الفقير والمسكين لشراء ما يريده من احتياجات للعيد له ولمن هم تحت نفقته.

 

*** الرد على من ترك إتفاق الجمهور المستند الى السنة والأحاديث الصحيحة وذهب الى رأى الامام ابو حنيفة :

1- الأمام ابو حنيفة إمام معتبر وله كل التقدير والإحترام , و لا يحط من شأنه أنه قد خالف السنة فقد لا يكون وصله بعض الأحاديث , فلا يعقل أن يكون وصله أحاديث صحيحة وتركها أخذ برأيه الا إذا كانت وصلته واعتقد فيها اعتراض او انها منسوخة ,وقد صح عنه ومثله مثل باقى الأئمة قولهم: (إِذَا صَحَّ الحَدِيثُ فَهُوَ مَذْهَبِي).

 

2- لماذا ينظر الناس الى المذاهب الأربعة على أنها شرائع مختلفة للمسلمين ونتمسك بالمذهب الواحد حتى لو خالف سنة رسول الله ﷺ وقد قال الله عند الإختلاف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). (النساء- 59)

3- كان أيام الرسول ﷺ يوجد المال والطعام وفرض زكاة المال وزكاة الفطر ولو كان هناك مصلحة فى اخراج المال بدلا من الطعام لكان بينه لنا وخاصة ان الفقير كان يحتاج الى المال اكثر من الطعام فنقول لهم أنتم أعلم أم رسول الله؟

 

هذا رأى ولا أفرضه على أحد

تعليقات فايسبوك