السؤال:كيف ينتقم الله من الظالم ويستجيب لدعوة المظلوم؟

أريد أن أعلم لماذا دائماً الشخص الظالم ترى الجميع يقف معه ويدعمه، والشخص المظلوم يبقى وحيداً ولا أحد يقف بصفه؟

 

وهل سيبقى الظالم يهنأ بشيء أخذه وهو ليس من حقه؟ وكيف ينتقم الله منه؟ وما هو دعاء المظلوم على الظالم؟ وكيف يستجيب الله لدعوته

 

 الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

 

  فإن عدم شعور الظالم بانتقام العظيم منه هو أخطر العذاب؛ لأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته،

 

قال تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}

 

فهو سبحانه يمهل لكنه لا يهمل، وويل ثم ويل لكل ظالم، بل ويل لكل من أعان ظالماً على ظلمه، قال تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم -وفيه..- ولا يسلمه، ولا يخذله) وأي خذلان أكبر من مساعدة الظالم على ظلمه؟!               

 

   وقد قال ابن عباس: “دعوتان أرجو إحداهما وأخاف الأخرى، أما التي أرجوها فدعوة مظلوم نصرته،

 

وأما التي أخاف فهي دعوة إنسان ظلمته؛ لأن الله يقول لدعوة المظلوم: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”.

 

    وربنا العظيم يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام، وأحسن من قال:

 

  تنام عيناك والمظلوم منتبه*** يدعو عليك وعين الله لا تنم                                                        

  أما انتقام العدل العظيم من الظالم فيتنوع، وعلينا أن نتأمل فعل الله في الظالمين، قال تعالى: {فكلاً أخذنا بذنبه}،

 

وقال سبحانه: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} وهو سبحانه العدل الذي يأخذ للمظلوم حقه،

 

ويوم القيامة يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، وقد يبتلى الظالم بالمرض، وقد يبتلى بظالم أجرم منه يذيقه ألواناً من العذاب،

 

والأخطر من ذلك هو أن الظلم والبغي من الذنوب التي يعذب صاحبها في الدنيا، مع ما ينتظره في الآخرة، قال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.      

 

  وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتسلح بالصبر؛ فإن العاقبة لأهله، وارفعي أمرك إلى الله،

 

ولا تشتكي من الظالم لظالم، وانتظري تأييد رب العالمين، وأشغلي نفسك بطاعته، واعلمي أنه يدافع عن المؤمنين.

 

ونكرر الترحيب بك في موقعك، ونسأل الله أن يرد لك مظلمتك، وأن يلهمك السداد والرشاد،

 

وأن يرينا في الظالمين عجائب قدرته، وأن يبعدنا عن الظلم وأهله، وأن يجعلنا ممن يناصرون المظلومين.

 

وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وأيدك وتولاك.

تعليقات فايسبوك